امهات المسلمين زوجات الرسول"عليه الصلاة والسلام"

أم المؤمنين خديجة بنت خويلد
الزوجة المخلصة

عندما يقع الزوج في موقف صعب وشديد الوطأة عليه يظهر معدن الإخلاص في الزوجة إن وقفت معه تساعده وتواسيه وتشجعه وهذا ما حدث من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عندما بعث الله النبي صل الله عليه وسلم وأرسل اليه جبريل عليه السلام (((أول ما بدئ به رسول الله صل الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال :اقرا فقال : ما انا بقارئ . قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ،فقال : اقرا فقلت ما بقارئ . فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرا فقلت ما انا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال ((اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإ‘نسان مالم يعلم )) فرجع الرسول عليه السلام يرجف فؤاده فدخل على خديجة فقال : زملوني زملوني . زملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي . فقالت خديجة : كلا والله لا يخزيك الله ابدا ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ))).
هكذا كان موقف الزوجة المخلصة وأم المؤمنين مع زوجها تعرف قدره وتثق في امانته وتعينه على أداء رسالته

البشرى بالجنة
وصلت مكانة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد لدرجة عظيمة في قلب الرسوا عليه السلام فقد جاء في الصحيحين في فضلها أنه قال ((خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد )) وأشار إلى السماء والأرض .
قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث (الأظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء في عصرها واما التفصيل بينها فمسكوت عنه ) .
وهاهي البشرى من الله تعالى يأتي بها أمين الوحي جبريل عليه السلام ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال ((أتى جبريل النبي صل الله عليه وسلم فقال يارسول الله ، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا وصب )).
والمرد ببيت من قصب ، قصب اللؤلؤ المجوف كالقصر المنيف وقال الخطابي وغيره المراد بالبيت هنا القصر ةاما الصخب هوالصوت المرتفع والنصب المشقة والتعب .

خير النساء وأم الأولاد

إن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها الوحيد من نساء النبي التي أنجبت له كل أولاده عدا إبراهيم عليه السلام ولهذا كانت مكانتها في قلب النبي عظيمة كما ذكرنا سلفا حتى دبت الغيرة في قلب أحب زوجاته عليه السلام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي قالت ((كان الرسول الله صل الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة ،فيحسن عليها الثناء فذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزا قد أخلف الله لك خير منها ؟ قالت فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال لا والله ما أخلف الله لي خيرا منها لقد أمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله عز وجل أولادها إذ حرمني أولادالنساء قالت : فقلت بيني وبين نفسي لا أذكرها بسوء أبدا ))
(وكا أولاده منها سوى إبراهيم (فمن مارية القبطية ) ولدت أولا القاسم وبه كان يكنى ثم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبدالله وكان عبدالله يلقب بالطيب ةالطاهر ومات بنوه كلهم في صغرهم أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صل الله عليه وسلم سوى فاطمة رضي الله عنها فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به )

الرحيل وعام الحزن

ذكر ابن الكثير في (البداية والنهاية ) أن عروة بن الزبير قال توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة وقيل قبل الهجرة إالى المدينة وقبل أن تفرض الصلاة وماتت خديجة وابوطالب عي عام واحد .
وقال البيهقي بلغني أن خديجة توفيت بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام وذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة : أنها توفيت بعد أن مضى من النبوة عشر سنين وهي بنت خمس وستين سنه وذكر أن حكيم بن حزام قال دفناها بالحجون (وهو جبل بأعلى مكه عنده مدافن أهلها ) ونزل رسول الله في حفرتها ولم يكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليهما رضي الله عنها والله أعلم بالصواب
صفة الصفوة : أنها توفيت بعد أن مضى من النبوة عشر سنين وهي بنت خمس وستين سنه وذكر أن حكيم بن حزام قال دفناها بالحجون (وهو جبل بأعلى مكه عنده مدافن أهلها ) ونزل رسول الله في حفرتها ولم يكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليهما رضي الله عنها

والله أعلم بالصواب






منقوووووووول